البداية والنهاية/الجزء الحادي عشر/صفحة واحدة
페이지 정보
본문
وأوقع الحسين بن القاسم للمقتدر أنّ مونسا قد عمل على أخذ الأمير أبي العبّاس من داره بالمخرّم والخروج به إلى مصر والشام ليعقد له الأمر في الخلافة هناك وأشار بردّ الأمير أبي العبّاس إلى داره من دار الخلافة ففعل المقتدر ذلك. وكتب الحسين بن القاسم إلى هارون بن غريب وهو بدير العاقول بعد هزيمته من بين يدي مرداويج بالمبادرة إلى الحضرة فزادت وحشة مونس بهذه الأحوال وصحّ عنده أنّ الحسين بن القاسم في تدبير عليه فخرج من داره لخمس خلون من المحرّم وجلس في حديدي وامتدّ إلى سعر باب المنيوم للحمام الشمّاسيّة وخرج أكثر رجاله وضربوا مضاربهم هناك. فاجتمعوا وأجمعوا رأيهم على مناجزته في هذه الساعة، فركبوا مع الأمير المعروف: بسيما، وقصدوا دار الخلافة فأحاطوا بها، ثم هجموا عليه من سائر أبوابها وهو مخمور، فاختفى في سطح حمام فظهروا عليه فقبضوا عليه وحبسوه في مكان طريف اليشكري، وأخرجوا طريفا من السجن، وخرج الوزير الخصيبي مستترا في زي امرأة، فذهب. قال أبو المظفر سبط ابن الجوزي وغيره: قل بصر الناصر في آخر عمره وقيل ذهب كله ولم يشعر بذلك أحد من الرعية حتى الوزير وأهل الدار وكان له جارية قد علمها الخط بنفسه فكانت تكتب مثل خطه فتكتب على التواقيع. وراسل مونس المظفّر المقتدر بالله في صرف الحسين بن القاسم عن الوزارة فأجابه إلى صرفه والتقدّم إليه بلزوم منزله فلم يقنع مونس بذلك وطالب بالقبض عليه ونفيه إلى عمان فامتنع المقتدر من ذلك وتردّدت بينهما فيه رسائل.
كان القاسم الوزير قد عزم على أن يصرف الخلافة عن أولاد المعتضد، وفاوض بذلك بدرا هذا فامتنع عليه وأبى، فلما ولي المكتفي بن المعتضد خاف الوزير غائلة ذلك، فحسّن الوزير للمكتفي قتل بدر هذا، فبعث المكتفي فاحتاط على حواصله وأمواله وهو بواسط، وبعث الوزير إليه بالأمان، فلما قدم بدر بعث إليه من قتله يوم الجمعة لست خلون من رمضان من هذه السنة، ثم قطع رأسه وبقيت جثته أخذها أهله، فبعثوا بها إلى مكة في تابوت فدفن بها، لأنه أوصى بذلك وكان قد أعتق كل مملوك له قبل وفاته. فلمّا وقف أبو الفتح الفضل بن جعفر على ذلك استعظم ألّا يفي ارتفاع البصرة بنفقاتها حتى يحتاج إلى أن يسبّب على غيرها وتقدّم بإخراج الجماعات والحسبانات إليه وتقدّم إلى كلّ واحد من أصحاب المجالس أن يخرج إليه ما عنده من ارتفاع البصرة لثلاث سنين وأخرجت الجماعات إليه وهو ينظر فيها وفي أعمال كتّاب المجالس ويضيف من عمل إلى عمل ويعمل بيده من صلاة الغداة إلى بعد العتمة إلى أن انتظم العمل على ما أراد. واختصّ به من القوّاد جعفر بن ورقاء وأبو عبد الله محمّد بن خلف النيرمانى وقلّده أعمال الحرب والخراج والضياع بحلوان ومرج القلعة وماه الكوفة وألبسه القباء والسيف والمنطقة وتسمّى بالأمارة وخوطب بها وضمن أن يجمع الرجال ويفتح أعمال كور المشرق وينتزعها من يد مرداويج.
فصار الفضل بن جعفر بالخطّ إلى الوزير الحسين بن القاسم متبجّحا به وعرضه عليه وعرّفه ما جرى بينه وبين ابن البريدي حتى تقرّر على ما كتب به خطّه. ووقف الأمير أبو العبّاس على ما فعله الحسين ابن القاسم فحقد عليه في نفسه إلى أن أفضت إليه الخلافة فأنزل به من المكروه ما سنشرحه في موضعه إن شاء الله. وزاد محلّ الحسين بن القاسم عند المقتدر وأنفذ إليه طعاما من بين يديه وأمر بأن يكنّى ويلقّب عميد الدولة وأن يضرب لقبه على الدنانير والدراهم، ففعل ذلك وخلع عليه يوم الاثنين لأربع بقين من المحرّم وأنشأ في ذلك كتابا نفذ إلى جميع الأعمال والأطراف. وتبسط كاتب بنى رائق وكلّ من كان سعى له في الوزارة في طلب الأموال حتى قبضوا على شذاءة وردت من الأهواز فيها مال الأهواز وإصبهان وفارس. كتب الدكتور رنيول في مجلة مستندات الترقي مقالة في الجرائد السياسية وآدابها قال فيها وهو يقصد في الأكثر صحف فرنسا: إن المرء يقع اختياره في الغالب على مطالعة جريدة من الجرائد تطلعه على الشؤون السياسية والحوادث المنوعة والعلوم والآداب بل على كل مطلب من المطالب اللازمة ولذلك كانت الجرائد هي المهذبة العظمى للأمة إلا أنها تستعمل مالها من التأثير في الشر أحياناً فمن جرائدنا من جعلت همها الوحيد لغت الأنظار إلى مطالعتها فهي تبذل في هذا السبيل كل شيءٍ فتدعو من أجل ذلك أشرف العواطف وتقلبها إلى شهوات ضارة فتجعل الوطني مهووساً والمؤمن متطرفاً والمتسامح مبتدعاً والمنتخب المتعقل سياسياً ناقصاً وتوقد النيران التباغض بين الأجناس والطبقات والأديان والآراء وبفضل الجرائد تنقسم الأمة إلى شطرين متعاديين يوشك أن يحمل أحدهما على الآخر في المسائل العادية كإعادة النظر في إحدى القضايا.
جباذ يقال لها أبلى فيها مياه منها بئر معونة وذو صاعدة وذو جماجم أو حماحم والوسباء وهذه لبني سليم، وهي قنان متصلة بعضها إلى بعض. وكان تقلّد كرمان في بعض الأوقات واستخرج من مالها شيئا كثيرا فحملها وانصرف فكتب صارفه أنّه ما أنفق منها درهما واحدا وأنفقت له أشياء تجرى هذا المجرى. واختصّ به بنو البريدي وأبو بكر ابن قرابة وقدّم له جملة من المال عن الضمناء بربح درهم في كلّ دينار على رسمه. وآخر من روى عنه محمد بن فارس اللغوي، ونقل ابن الجوزي عن أبي يوسف القدسي أنه قال: صنف أبو الحسن بن المنادي في علوم القرآن أربعمائة كتاب، ونيفا وأربعين كتابا، ولا يوجد في كلامه حشو، بل هو نقي الكلام جمع بين الرواية والدراية. فكتب المقتدر بأنّ مفلحا خادم يثق به في خدمته وأنّه ليس ممّن يدخل نفسه فيما ظنّه به وبلغ مونسا أنّ الحسين قد جمع الرجال والغلمان الحجريّة في دار السلطان وأنّه قد ابتدأ بالنفقة فيهم وأنّ هارون بن غريب قد قرب من بغداد فأظهر الغضب وسار إلى الموصل ووجّه ببشرى خادمه ليؤدّى رسالة إلى المقتدر. وبلغ الحسين تنكّر مونس له وأنّه عزم على كبسه بجماعة من خواصّه في الليل للقبض عليه فتنقّل في مدّة عشرة أيّام في نحو عشرة مواضع وكان لا يعرف له دار ولا موضع يلقاه فيه أحد وكان لا تلقاه أصحاب الدواوين إلّا إذا طلبهم ثم ختم الأمر بأن أقام في دار الخليفة.
Here's more about ابواب المنيوم سحاب داخلي look at the web site.
- 이전글Planning A Girls Stop At A Club 25.01.08
- 다음글자연의 미와 아름다움: 여행 중 발견한 순간들 25.01.08
댓글목록
등록된 댓글이 없습니다.